لعل الله يجعل يعد الضيق فرجاً؟

Question

سؤال لعل الله يجعل يعد الضيق فرجاً؟

Answer 1

"لعل الله يجعل بعد الضيق فرجاً" قولٌ جميلٌ يحملُ في طيّاتهِ رسالةَ أملٍ و إيمانٍ عميقٍ بقدرةِ اللهِ تعالى على تغييرِ الأحوالِ من عسرٍ إلى يسرٍ، ومن ضيقٍ إلى فرجٍ.
ففي خضمِّ الشدائدِ والمحنِ، قد يُحسُّ الإنسانُ باليأسِ والقنوطِ، لكنَّ هذا القولَ يُذكّرُهُ بأنّ اللهَ تعالى لا يُكَلِّفُ نفسًا إلّا وسعَها، وأنّهُ لا يتركُ عبادهُ في شدّةٍ دونَ أن يُفرِّجَ عنهم.
وإنّ في القرآنِ الكريمِ والسُّنّةِ النبويّةِ الشريفةِ الكثيرَ من الآياتِ والأحاديثِ التي تُؤكّدُ على هذهِ الحقيقةِ، فعلى سبيلِ المثالِ، يقولُ اللهُ تعالى في سورةِ الشرحِ: "فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا".
و يقولُ النبيُّ الكريمُ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ: "لَنْ يُصِيْبَكَ أَلَمٌ إلّا جَعَلَهُ اللهُ كَفّارَةً لَكَ، حتّى الشَّوْكَةِ يُوَخِزُكَ فيَجْعَلُهُ كَفّارَةً لَكَ".
و إنّ من أعظمِ ما يُؤكّدُ على صدقِ هذا القولِ هو تجاربُ المؤمنينَ الصالحينَ، الذين واجهوا في حياتِهم الكثيرَ من الشدائدِ والمحنِ، لكنّهم توكّلوا على اللهِ تعالى، وصَبَروا، واحتسبوا، فَفَرَّجَ اللهُ عنهم، وَمَنَحَهُمْ النصرَ والفرجَ.
لذا، فإنّ هذا القولَ يُمثّلُ شعاعَ أملٍ لكلِّ من يُواجهُ صعوباتٍ وتحدّياتٍ في حياتِهِ، فهو يُذكّرُهُ بأنّ اللهَ تعالى لا يُهملهُ، وأنّهُ سيُفرِّجُ عنهُ عاجلاً أم آجلاً.
و من المهمِّ أن نُؤكّدَ على أنّ هذا القولَ لا يعني الاستسلامَ للواقعِ، بل يعني التوكّلَ على اللهِ تعالى، والصبرَ على المحنِ، والسعيَ جاهدينَ لتغييرِ الأحوالِ نحوَ الأفضلِ.
فاللهُ تعالى يُحبُّ من عبادهِ أن يُجاهدوا، وأن لا يستسلموا لليأسِ والقنوطِ، ففي ذلكِ رفعةُ الدرجاتِ، وعلوّ المكانةِ عندهِ تعالى.