يعاني الشاعر في قصيدة "ياتونس الخضراء" من معاناة مزدوجة، تتمثل في معاناته الشخصية كشاعر، ومعاناته الجماعية كعربي.
المعاناة الشخصية
تتمثل معاناة الشاعر الشخصية في عجز موهبته الشعرية عن مواكبة التطورات السياسية والاجتماعية التي يشهدها العالم العربي. ففي البيت الرابع والخامس والسادس من القصيدة، يصف الشاعر حالة اليأس التي يعيشها بسبب فشله في كتابة شعر يعبر عن واقعه العربي المظلم. فيقول:
وحدائق الشعر الجميل خراب لم يبق في دار البلابل بلبل شعراء هذا اليوم جنس ثالث فالقول فوضى والكلام ضباب
يصف الشاعر في هذه الأبيات حالة الخراب التي أصابت دنيا الشعر العربي، بسبب اختفاء الشعراء الحقيقيين الذين يعبرون عن قضايا مجتمعهم. ويعبر عن شعوره بالعجز بسبب عدم قدرته على كتابة شعر يليق بمستوى هذه القضايا.
المعاناة الجماعية
تتمثل معاناة الشاعر الجماعية في معاناة الأمة العربية من الظلم والقهر والهزيمة. ففي البيت التاسع من القصيدة، يعبر الشاعر عن شعوره بالألم والحزن بسبب حالة الهزيمة التي تعيشها الأمة العربية. فيقول:
يا تونس الخضراء كأسي علقم أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب؟
يعبر الشاعر في هذا البيت عن شعوره بالظلم والقهر بسبب الهزائم التي لحقت بالأمة العربية. ويعبر عن شعوره باليأس بسبب استمرار هذه الهزائم.
تبرز معاناة الشاعر في هذه القصيدة من خلال استخدام لغة شعرية قوية وصور شعرية بليغة. فاستخدام الشاعر للتشبيه والكناية والأسئلة الإنشائية يساهم في إيصال معاناته إلى القارئ بشكل واضح وقوي.