الجواب على هذا السؤال يعتمد على عدة عوامل، منها:
- تعريف العدل: ما هو المعنى الذي نطلقه على العدل؟ هل هو الامتثال للقانون فقط، أم هو أيضًا مراعاة المصالح الإنسانية والأخلاقية؟
- ظروف القضية: ما هي ملابسات القضية التي يحكم فيها القاضي؟ هل هي قضية بسيطة لا تحتاج إلى الكثير من التفكير، أم هي قضية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا للقانون والأخلاق؟
- شخصية القاضي: ما هي شخصية القاضي؟ هل هو شخص عادل ونزيه، أم هو شخص متحيز أو مصلحي؟
إذا كان العدل يعني الامتثال للقانون فقط، فعندئذ يمكن القول إن القاضي عادل إذا حكم وفقًا للقانون، حتى لو كان الحكم ظالمًا من الناحية الإنسانية أو الأخلاقية.
أما إذا كان العدل يعني أيضًا مراعاة المصالح الإنسانية والأخلاقية، فعندئذ يمكن القول إن القاضي عادل إذا حكم وفقًا للقانون والأخلاق، حتى لو كان الحكم غير متوقع أو غير تقليدي.
وفي ضوء هذه العوامل، يمكن القول أن القاضي عادل إذا كان:
- مؤهلًا ومتخصصًا في القانون الذي يحكم به.
- واسع الصدر محيطًا بكافّة ملابسات القضية التي يحكم فيها.
- محمود السيرة وحسن السمعة.
- بطيء الغضب ولاسيّما حين سماعه لمرافعة المدّعين.
- ذا روح عالية لا تجعله يخشى أصحاب القوّة والسطوة.
ولكن، حتى لو كان القاضي يتمتع بهذه الصفات، فهذا لا يعني بالضرورة أنه عادل في كل أحكامه. فقد يخطئ القاضي في حكمه، سواء بسبب جهله أو بسبب التحيز أو بسبب عوامل أخرى.
ولذلك، لا يمكن الإجابة على سؤال "هل القاضي عادل؟" بشكل قاطع، إلا إذا كان لدينا معلومات كافية عن القاضي والحالة التي يحكم فيها.