قصة صاحب الجنتين هي قصة وردت في القرآن الكريم في سورة الكهف، وهي قصة رمزية تتناول الصراع بين القيم الزائلة والقيم الباقية.
تحكي القصة عن رجلين شقيقين، أحدهما مؤمن والآخر كافر، كان للمؤمن جنتان زاخرتان بالثمار والأشجار، وكان ينظر إلى شقيقه الكافر الذي كان يملك أرضًا قاحلة، ويتعالى عليه ويسخره من فقره.
ذات يوم، زار المؤمن أخاه الكافر في أرضه القاحلة، فدعاه الكافر إلى أن ينظر إلى جنتيه، فنظر الكافر إلى الجنتين وانبهر بهما، وسأل شقيقه المؤمن عن سبب غضبه منه، فأخبره المؤمن أنه غضبان عليه لأنه لا يشكر الله على نعمه، ويتعالى على الفقراء.
ثم أخبر المؤمن أخاه الكافر أنه سيدعو الله أن يقلب نعمته عليه، فدعا المؤمن ربه، فانقلبت الجنتان إلى أرض قاحلة، وأصبحت أرض الكافر جنة خضراء، فندم الكافر على ما فعل، ودعا الله أن يرد عليه نعمته، ولكن الله لم يستجب له، لأن الله لا يستجيب دعاء الكافرين.
وتنتهي القصة بموت الكافر، ونجاة المؤمن الذي كان يشكر الله على نعمه، ويعامل الفقراء برحمة.
وهذه القصة لها عدة فوائد وعبر، منها:
- أهمية شكر الله على النعم: فالمؤمن يشكر الله على نعمه مهما كانت كثيرة، ويعلم أن كل نعمة هي من الله، وأن الله هو الذي يعطيها ويمنعها.
- خطورة الكبر والاستعلاء: فالكبر والاستعلاء من صفات المنافقين، وقد يؤديان إلى الهلاك.
- ضرورة التعاطف مع الفقراء: فالمؤمن يرحم الفقراء ويساعدهم، ولا يتكبر عليهم.
وهذه القصة تؤكد أن الدنيا فانية، وأن السعادة الحقيقية في الآخرة، فالمؤمن يسعد في الدنيا بالطاعة لله، ويسعد في الآخرة بالجنة.