المناظرة:
الطرف الأول:
يعتقد الطرف الأول أن نشأة الغلاف المائي للأرض كانت نتيجة للاصطدامات التي حدثت مع الكويكبات والنيازك في وقت مبكر من تاريخ الكوكب. حيث كانت هذه الاصطدامات شديدة لدرجة أنها أدت إلى ذوبان الصخور وإطلاق بخار الماء منها. ثم ارتفع هذا البخار إلى الغلاف الجوي وبرد ليشكل السحب والأمطار، والتي تجمعت لتكوّن المحيطات.
أدلة الطرف الأول:
- وجود ماء على كواكب أخرى في النظام الشمسي، مثل المريخ والمشتري، مما يشير إلى أن نشأة الماء قد تكون عملية شائعة في الكواكب.
- اكتشاف كمية كبيرة من الجليد في أقطاب الأرض، مما يشير إلى أن الماء كان موجودًا على الأرض منذ وقت طويل.
- وجود معادن تحتوي على الماء في باطن الأرض، مما يشير إلى أن الماء كان موجودًا في طبقات الأرض الداخلية.
الطرف الثاني:
يعتقد الطرف الثاني أن نشأة الغلاف المائي للأرض كانت نتيجة للتفاعلات الكيميائية التي حدثت في طبقات الأرض الداخلية. حيث كانت هذه التفاعلات ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة والضغط في باطن الأرض. وقد أدت هذه التفاعلات إلى تكوين الماء على شكل مجموعات هيدروكسيل (OH-) داخل معادن مثل رينغودايت. ثم ارتفع هذا الماء إلى الغلاف الجوي وبرد ليشكل السحب والأمطار، والتي تجمعت لتكوّن المحيطات.
أدلة الطرف الثاني:
- وجود كميات كبيرة من الماء في باطن الأرض، مما يشير إلى أن الماء كان موجودًا في طبقات الأرض الداخلية.
- وجود مركبات تحتوي على الماء في صخور الأرض القديمة، مما يشير إلى أن الماء كان موجودًا على الأرض منذ وقت طويل.
- وجود ماء في الفضاء بين الكواكب، مما يشير إلى أن الماء كان موجودًا في النظام الشمسي منذ وقت طويل.
الخلاصة:
ما زالت نشأة الغلاف المائي للأرض موضوعًا قيد البحث والدراسة. ويعتقد العلماء أن كلا من الاصطدامات مع الكويكبات والنيازك والتفاعلات الكيميائية في باطن الأرض قد ساهمت في نشأة الماء على الأرض.
الرأي الشخصي:
أعتقد أن كلا من الطرفين يقدم أدلة قوية تدعم نظريته. ومع ذلك، أميل إلى الاعتقاد بأن التفاعلات الكيميائية في باطن الأرض كانت أكثر أهمية في نشأة الغلاف المائي للأرض. ويرجع ذلك إلى أن هذه التفاعلات كانت مستمرة منذ تشكل الأرض، بينما كانت الاصطدامات مع الكويكبات والنيازك حدثًا نادرًا.
بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن وجود كميات كبيرة من الماء في باطن الأرض يشير إلى أن هذا الماء كان موجودًا منذ وقت طويل. وقد يكون هذا الماء قد ارتفع إلى الغلاف الجوي وبرد ليشكل السحب والأمطار، والتي تجمعت لتكوّن المحيطات.
ومع ذلك، لا يمكننا الجزم بشكل قاطع بما إذا كانت الاصطدامات مع الكويكبات والنيازك قد لعبت دورًا في نشأة الغلاف المائي للأرض. وقد تكون هذه الاصطدامات قد ساهمت في زيادة كمية الماء على الأرض، ولكنها لم تكن السبب الرئيسي لنشأته.